و لو خيّرت أبدلت الذي ألقى بما ذاقوا ممضّ ما أعاني شلّ ظهر و انحنت ساق على العكّاز أسعى حين أسعى عاثر الخطوات مرتجفا غريب غير نار الليل ما واساه من أحد بلا مال بلا أمل يقطّع قلبه أسفا ألست الراكض العداء في الأمس الذي سلفا أأمكث أم أعود إلى بلادي ؟ آه يابلدي و ما أمل العليل لديك شح المال ثم رمته بالداء سهام في يد الأقدار ترمي كلّ من عطفا على المرضى وشدّ على ضلوع الجائعين بصدره الواهي و كفكف أدمع الباكين يغسلها بما و كفا من العبرات في عينيه إلا رحمة الله .
بدر شاكر السياب