مددتُ بصري إلي حجر اسماعيل، وجعلت أفكر في أبي العرب، وأطرقت ساهما، فهمس في أغواري صوت، وهتف في أرجائي هاتف يقول إن هاجر هي صاحبة هذا الصوت فخشعت، قالت: أيها القادم من بلادي سلاما وإن لم تقرئني السلام، طفت بالبيت سبعاً ومررت بقبري سبعاً ولم أخطر لك على بال، ما بالك قد نسيت هاجر أختك المصرية؟ ما بالك قد نسيت أول من جاءت إلى البيت المحرم من بلادك؟ ما بالك قد ذكرت إسماعيل أبا العرب ولم تذكر أنه ابن أختكم وأنكم أخواله؟ لماذا لم تفكر في حكمة أن اصطفاني الله لخليله ولماذا اختارني من مصر؟ ألا ترى أن الله أراد منذ وطئت قدماي الأرض الطاهرة أن يربط إلى الأبد بينكم وبين بيته المحرم؟ أنتم أخوال هذه الأمة، فما بالكم تطوفون حول البيت العتيق ولا تذكرون أختكم، من كانت أول مسلمة في مكة وأم المسلمين جميعاً؟ فيا أيها القادمون من بلادي أقرئوني السلام، واذكروني كلما طاف منكم حول البيت طائف به.عبدالحميد جودة السحار