ماذا كان يفعل هناك ذلك, الصغير الجالس وحيدا على رصيف الذهول؟ كان الجميع منشغلين عنه بدفن الموتى. كان الصغير جالسا كما لو أنه يواصل غيبوبة ذهوله. ربما تسلل من مطرحه الأرضي الذي كان يتقاسمه مع أمه وأخويه, وانزلق ليختبئ تحت السرير. أو ربما كانت أمه هي التي دفعت به هناك لإنقاذه من الذبح. وهي حيلة لا تنطلي دائما على القتلة ماذا تراه رأى ذلك الصغير, ليكون أكثر حزنا من أن يبكي؟ لقد أطبق الصمت على فمه, ولا لغة له إلا في نظرات عينيه الفارغتين اللتين تبدوان كأنهما تنظران إلى شيء يراه وحده. أحلام مستغانمي