ياشيخنا الجليل الصمت كان حصننا الحصين الصمت لم يعد كذلك قد صنفوه في صحائف الخيانة وفي بطاقة الجرائم وما أكثر الجرائم من قال حقاً فهو آثم والصامت المقهور آثم لم يبق إلا ناظم المديح يدبج القصائد المرصعة بكل مامن شأنه أن يقلب الحقائق ويلبس الطغاة والجناة ملابس الملائك الهداة ويصنع الدمن لذلك المستنقع الكبير ويطلق البخور في مجامر النفاق يشّن حربه على الحقيقة ويفرش الريحان والورود للكذب الفن داعر يضاجع الفساد الفكر مومس مدللة تفلسف الفجور والدنس تحت عباءة الَغَلسْ وترجم البراءة تلطخ العفاف والطهارة شعارها الحضارة هناك ألف بائع يبيع هناك من أتى ليشتري السوق .... والنخاس .... والعبيد الخوف .... والإغراء ... والنقود والوعد والوعيد من فاز في تصارع المزاد ترفعه سواعد العبيد وتفرش الأعناق والأكتاف بالحرير ويشعل الهتاف كل فج ياحظنا الشقي ياموئل الفساد والخراب لم يبق في مهامه العذاب إلا الدماء والعظام والذئاب وثلة الأشواك والعقارب الضرع جف والنبت جف وليس في ربوعنا اليباب غير الهموم والوجوم والسراب.نجيب الكيلاني