وفى الجزر الخضراء ورود جميلة، تمتع النظر، وتفوح بالعبير، وتزهى بالروعة والجمال، لكن مع الورود أشواك.. مع النصر الكبير كانت الفرحة تعمر القلوب، وعيون كثيرة تذرف الدموع، قصة الشوك والوىد الأزلية.. وعاد أبو الحسن وعاد حاجى محمد إدريس... ولكن فاطمة لم تعد إلا في صندوق خشبي.. وملابسها البيضاء الطاهرة مخضبة بالدماء.. لقد انطلقت في الظلام رصاصة آثمة أودت بحايتها.. سقطت عذراء جاكرتا شهيدة، وفي يدها وردة حمراء ذات أشواك.. وعلي ثغرها ابتسامة رضى.. وفي جيبها مصحف صغير، وتبلل أهدابها الطويلة دمعة عشق خالد.. وهتف حاجي محمد إدريس بصوت عال تخضله الدموع: - ( البقاء لله وحده.. وهناك.. هناك الخلود ). نجيب الكيلاني
اقتباسات أخرى للمؤلف