انضمام رجل الفكر إلي حزب من الأحزاب معناه تقيده و التزامه بتفكير الحزب و هذا الإلتزام يناقض الحرية التي هي جوهر رسالته الفكرية لأن التزامه بمذهب حزبه يحرمه مباشرة سلطة الفكر في المراقبة و المراجعة هذه السلطة الحرة التي هي أساس مسئوليته الحقيقية و هو بذلك إما أن يخضع و يرضخ لحزبه و ينزل راضياً مختاراً عن وظيفة رجل الفكر و يصبح رجل عمل و إما أن يصر علي الصمود و الاحتفاظ بسلطة وظيفته الفكرية و يناقش أفكار حزبه و يطورها بمطلق الحرية التي تخولها له مسئولية رجل الفكر الحر و عندئذ سيجد نفسه مفصولاً عن الحزب و مطروداً أو مضطهدا