حتى كان هذا اليوم المنكر الذي لم تعرف الأسرة يوماً مثله، والذي طبع حياتها بطابع من الحزن لم يفارقها والذي ابيضّ له شعر الأبوين جميعاً، والذي قضى على هذه الأم أن تلبس السواد إلى آخر أيامها، وألا تذوق للفرح طعما، ولا تضحك إلا بكت إثر ضحكها، ولا تنام حتى تريق بعض الدموع، ولا تفيق من نومها حتى تريق دموعاً أخرى . طه حسين