وكان الحق على معاوية لو أنصف وأخلص نفسه للحق أن يبايع كما بايع الناس ثم يأتي إلى عليّ مع غيره من أولياء عثمان فيطالبوا بالإقادة ممن قتله. ولكن معاوية لم يكن يريد أن يثأر لعثمان بمقدار ما كان يريد أن يصرف الأمر عن عليّ، وآية ذلك أن الأمر استقام له بعد وفاة عليّ رحمه الله ومصالحة الحسن إياه، فتناسى ثأر عثمان ولم يتتبع قَتَلتَه، إيثاراً للعافية وحقناً للدماء وجمعاً للكلمة. طه حسين