- إن الشعر هو أول مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعيةالقومية لكل الأمم المتحضرة التي عرفها التاريخ - الشعر : لونًا من ألوان التصور وضربًا من ضروب الحس والفهم أقل ما يمكن أن يوصفا به أنهما يعتمدان على الخيال قبل كل شيء؟ يعتمدان على الخيال فيدركان الحقائق - الفلسفة : إنها الوسيلة إلى أن يتصور الإنسان الحقائق ويحكم عليها بعقله لا بخياله ولا بحسه ولا بشعوره - تعتمد الفلسفةعلى النقد، ويعتمد الشعر على التصديق - ونحن إذا سألنا التاريخ عن مقدار القرون التي قضتهاالأمة اليونانية مثلًا لتستبدل العقل بالخيال ولتديل الفلسفة من الشعر، أنبأنا بأن هذه القرون ليست أقل من خمسة أو ستة - وكان رقي العقل مصباحًا لرقي آخر هو الرقي السياسي - الأسباب التي دعت إلى هذا التطور سببان : أحدهما سبب اقتصادي، والآخر سياسي واجتماعي - ينمو العقل فتقوى شخصية الفرد وتشتد مطامعه، وتنشأ عن ذلك الثورات السياسية؛ ثم تنمو المنافع الاقتصادية العامة فتظهر الخصومات بين المدن وتنشأ بينها الحروب - وتأثرت الأمةاليونانية من غير شك بالحضارات الشرقية المختلفة - لم يكن للشرق في تكوين الفلسفة اليونانية والعقل اليوناني والسياسة اليونانية تأثير يذكر، إنما كان تأثير الشرق في اليونان تأثيرًا عمليٍّا ماديٍّا ليس غير - فعمل الفيلسوف ليس هو تعليم الإنسان ما لم يعلم، وإنما هو إعداد الإنسان لكشف الحقائق - أن لغة الكاتب تتطور كما تتطور آراؤه - النفس عند افلاطون تتكون من : قوة عقلية ، قوة غضبية ، قوة شهوية . - و لا بد من ان يحدث توازن بين تلك المكونات ، ليوصلنا الى العدل النقسي . - العدل السياسي توازنٌ بين الأنفس الثلاث الاجتماعية أو السياسية . - فللجماعة أنفس ثلاث كالفرد: لها نفس العاقلة وهي الحكومة ، الجيش ، العمال و الزراع .. . - وإذًا فالحياة الاجتماعية السعيدة هي التي يتحقق فيها التوازن بين هذه الأنفس الثلاث . طه حسين