رأيت في الفصل الماضي كيف كانت قيادة الفكر إلى الشعراء في العصور الأولى من حياة الأمة اليونانية وغيرها من الأمم التي تشبهها قليلًا أو كثيرًا ، ورأيت كيف كان هؤلاء الشعراء يقودون الفكر في شعوبهم المختلفة . ورأيت الطرق التي كانوا يسلكونها لتكوين الآراء والسيطرة على العقول . وأريد في هذا الفصل أن أبين لك ، في شيء من الإيجاز الشديد الذي أنا مضطر إليه اضطرارًا ، كيف انتقلت قيادة الفكر من الشعراء إلى طائفة أخرى هي طائفة الفلاسفة ، وكيف استطاع هؤلاء الفلاسفة أن يقودوا الفكر ويدبروه ، وماذا اتخذ هؤلاء الفلاسفة من طريق قيادة الفكر وتدبيره . طه حسين