فما الفرق بين حمامة أذبحها وبين دجاجة مما يذبحون،أو ديك رومي بمناسبة عيد الميلاد،أو ثور عظيم لزوم تعبئته في العلب؟ لا فرق بالطبع،ولو أن كل هذا الحمام عندنا في شوارع القاهرة لامتلأ فريزر ثلاجتي إلى حد الانفجار،ولأريقت أنهار السمن لزوم الحشو والتحمير.!لكن الحكاية إذا وصلت إلى طقوس الغذاء فيبدو أن الشئ الوحيد الذي يجب وضعه في الفريزر هو المنطق! فأنا وأنت لا نأكل الضفادع الذي يموت فيها الفرنسيون ،وهاهم الأنجليز يأكلون الخنزير ويرفضون أكل الحمام،ورب رجل هندي يسقط على أرض بيهار من فرط الجوع ليلفظ روحه شيئا فشيئا وغير بعيد منه بقرة ملظلظة تتبختر في خيلاء ويكاد شحمها من فرط سمنتها يبظ من خلال جلدها المقدس! محمد عفيفي