ماتَ العزيز ! بكتْ الأم والزوجَة الولد والخادِم الأمين ، وخُيّلَ للأسرة المفجوعة أنّ العالم كُلّه يبكي ، ولكن ذلك لم يكن صحيحاً ، فقد كان العالم يضحك ! لأن الدود وجدَ طعاماً مجّانياً لأيام ، ولأن الجُثّة تحوّلت إلى سماد فاعشوشَبت البُقعة الحزينة التي هي قبره ، وشوهدت فراشة صغيرة تصفق بأجنحتها فوق العشب ، وشوهدت الهرة لشقيّة تراقب الفراشة وتنتظر فرصَة للوثب ، وشوهد الكلب الذي يهوي عض أذيال القطط السعيدة يترصد القطّة ، وشوهد الطفل يضحك ويكعكع لأنه رى عشباً وفراشةً وهرةً وكلب .. لقد أصبح العالم جميلاً جداً في تلك البُقعة ، وامتلأ المشهد بالفرح والحياة .. فوق جثّة العزيز .
بثينة العيسى