إن الحقيقة التي كان يحسها ويكتمها ويغالط نفسه ويعمي بصره حتى لا يعرفها قد بدت له الآن، على نحو لا يستطيع كتمه ولا تخطئته، واضحة عارية. إنها فقط لا تحبه، بل إنها ما أحبته يوما، ولئن تلطفت معه في الماضي إلى حد غره وخدعه فلأنها كانت خالية القلب ميالة بطبعها ككل فتاة إلى المداعبة والمضاحكة، أما وقد شغلها الحب، فما أسرع نسيانها عهد الخلو الماضي، والمرأة إذا أحبت حسبت حياتها ابتدأت من تاريخ الحب ونسيت ما قبل هذا التاريخ.