عندما فتح المسلمون الأرض كانت الحضارات الأخرى قد سبقتهم في المدينة والعمران، وكان العرب يعتبرون أمة متخلفة عن ركب الحضارة، ولكن سرعان ما رأى العالم نموذجاً جديداً ليس فقط للعرب بل للإنسان.
فوجدوه صاحب إيمان عميق ويقين بالله تعالى لا يتزعزع والتزام كامل بشرع الله رب العالمين، وصاحب ذلك كله عقل متفتح مبدع، يأخذ من البشر أجمعين كل جديد مما لا يتعارض مع دينه.
ولا يكتفي بالأخذ والتقليد بل يطور ويضيف ويفكر ويتأمل ويصحح ويعدل، وبذلك قادوا البشرية وكانوا أعلام الهدى للعالمين، شعارهم في ذلك (الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها).
ولم تمنعهم مخالفتهم للأمم الأخرى في العقيدة والمنهج أن يستفيدوا مما عندها، ويترجموا علومها، وتتلاقح عقولهم مع ما وصل إليه علم البشر ليبدأوا من حيث انتهى الآخرون.