إنه جارنا فنعم الجيرة ونعم الجار... عند الأصيل يتربع على أريكة أمام الباب متلفعاً بعباءته... بذلك يتم للميدان جلاله وللأشجار جمالها، وعندما تودع السماء آخر حدأة يرجع أبناؤه الثلاثة من أعمالهم. وعشية السفر إلى الحج نظر في وجوههم وسألهم:- ماذا تقولون بعد هذا الذي كان؟ - فأجاب الأكبر:- لا أمل بغير القانون. - وأجاب الأوسط:- لا حياة بغير الحب. - وأجاب الأصغر:- العدل أساس القانون والحب. - فابتسم الأب وقال: - لابد من شيء من الفوضى كي يفيق الغافل من غفلته! نجيب محفوظ