ان احدا لا يشغل باله الا بمصلحته الذاتية،وان مصر ضائعة بين اوغاد،وان تبعة خرابها تقع على الجميع ما بين موالين للملك والمعارضين له لا على اخناتون وحده ،بل لعله انقى المذنبين ضميرا واصفاهم نية،لقد لعب به الدهاة،ورسموا له خطة ماكرة ليحققوا فى رحابه جشعهم،ثم ليرثوا ملكه عقب السقوط الحتمى،ولكنه صدق كذبتهم وآمن بها،وتفجرت من ايمانه قوة لم يعمل احد حسابهافاجتاحتهم فترة من الوقت وغزت القلوب بسحر عجيب ،حتى ارتطمت بصخرة الواقع الحادة القاسية،فانجلت عن مأساة وخراب ودموع،ثم لاذ الانتهازيون والجشعون بقارب النجاةفى اخر لحظة ، تاركين ضحيتهم الاعجوبة يغرق وحده ، ومزق الجميع اقنعتهم واختلفت مصائرهم و لكن لم ينل احدهم جزاءه الحق الا المارق المسكين ،اما مصر فقد تحملت اخطاء الجميع وتعددت فى جسدها الجراح . نجيب محفوظ
اقتباسات أخرى للمؤلف