صديقتي إني مريض ، وساعدي مكسور ومهجتي على الفراش ، كل ساعة تسيل وأغزل التراب في سكينتي رداء وأصنع الأكفان ..وأنجر التابوت هذا الصباح ..أدرت وجهي للحياة ...واغتمضت ..كي أموت في هدأة السكوت قد آن للشعاع أن يغيب قد آن للغريب أن يؤوب للمركب الجانح أن يرسو على شط قريب للجدول الناضب أن يفضي إلى نهر رحيب وطرقتين فوق بابنا ..موزع البريد لا ...لا أريد هل من مزيدٍ ..يا حياة..يا محنتي ..هل من مزيد خطابك الرقيق كالقميص بين مقلتي يعقوب أنفاس عيسى تصنع الحياة في التراب الساق للكسيح العين للضرير هناءة الفؤاد للمكروب المقعدون الضائعون التائهون يفرحون كمثلما فرحت بالخطاب يا مسيحي الصغير ! .
صلاح عبد الصبور