الدهشة هي ينبوع كل فكر عميق. لأن الدهشة تقلق النفس الساكنة الفاترة، وتبعث فيها دوامة التساؤل. وإذا بدأ الإنسان بسؤال قاده السؤال إلى المعرفة. وبالمعرفة يعرف الإنسان مكانه على أرض الحياة والواقع، ويقيسه إلى مكان غيره من البشر، وقد يطمح بعد ذلك إلى تغييره أو تحسينه، فلا شك أن الغاية الرئيسية للمعرفة هي القدرة على تغيير العالم، والسعي إلى ذلك المقصد، الذي هو مبرر وجود الإنسان على الأرض. وهناك نوعان من أدوات الاستفهام، أولهما فاتر ساكن، مهمته - حين يتلقى الإجابة - هي تسحيل الظواهر والرضا عن الكائن والموجود، والآخر متحرك مهمته البحث عن الوسيلة والغاية .
صلاح عبد الصبور