المندوب: أیها الشعب الكریم، أیها الشعب الكریم: لقد سمعنا من بعض الطلبة العائدین من العطل المدرسیة أ، بعض العجائز والكهول الساخطین هنا وهناك یتذمرون ویشیعون أن سلطتنا لا تولیهم الاهتمام الكافي ولا تعرف شیئاً عن حقولهم الیابسة وطیورهم الجائعة. إن السلطة، مع نفیها المطلق لمثل هذا الشعور الزريّ، تعلن أن السماء وحدها تتكفل بمثل هذه المخلوقات التافهة، لأن السلطة لیست زرافة لتمد رأسها من النافذة كلما سعل شیخٌ أو بكى طائر وهاجر آخر: لأن العشب والطیور أشیاءٌ تافهة یمكن إزالتها كشعر الذقن دون أن یحدث أي رد فعل في سیاستنا العلیا ثم لا یحق، من جهة أخرى، لبضعة أشخاص طیبین أو مقهورین أن یتحدثوا في الأزقة وحول المواقد بما یشبه العویل والنواح، من أجل سحابةٍ لا تمطر أو ابن ذهب ولم یعدْ أو ساقیة تهرُّ كالكلب منذ أجیال. لا یحق لھم ذلك أبداً ، وخناجر أبنائهم تملأ المستودعات، وقتلاھم مازالوا یقطرون دماً في ساحات المدارس. محمد الماغوط