محمد الماغوط
الجدة: أتأخذون الأطفال معكم؟ الجد: نعم. الحبلى: إذاً لماذا لا تأخذونھم في أكیاس؟ الجد: فعلاً ھذا ما أفكر فیھ. المشوه: إن منظرھم داخل أكیاس ، أو أي شيء لعین آخر، سیجعل الحجر یبكي ویلطم خدیھ. مجھول: الحجر، ولیس البشر. الحبلى: بل لماذا لا تأخذون أیضاً بعض التراب الیابس أو القشّ الجاف، أو بعض السعال أیضاً في أكیاس من الورق، لعرضھا ھناك على الطاولات؟ آه لم یعد ھناك من كرامة. إنكم تنقلون أسانا كما تنقل الریح أغنیة. انظروا، ھا ھو طفلي یسعل كشیخ في السبعین . (تنظف لھ أنفھ بطرف فستانھا) إن مُنَقّب آثار لا یجد فتحةَ أنفھ. الجدة: بل أصبح لھ ثلاثة ثقوب كما أظن. الحبلى: آه إنني لا أعرف ورَبّ الكعبة كیف یتنفس، ولماذا یتنفس، بمثل ھذه الكتلة الصغیرة من اللحم والغبار. مجھول: ولماذا یتنفس؟ إن الأطفال الحقیقیین شيء آخر، یختلفون عن ھؤلاء اختلاف اللیل عن النھار. لقد رأیت بعضھم ذات یوم في مدینة مجھولة، یلعبون في حدیقة ورود، نظیفین وناعمین لدرجة انك تشتھي أكلھم بالخبز.محمد الماغوط
اقتباسات أخرى للمؤلف