ورأس كل ثقافة هو الدين بمعناه العام, والذى هو فطرة الإنسان, أى دين كان, أو ما كان فى معنى الدين, وبقدر شمول هذا الدين لجميع ما يكبح جموح النفس الأنسانية ويحجزها عن أن تزيغ عن الفطرة السوية العادلة, وبقدر تغلغله إلى أغوار النفس تغلغلا يجعل صاحبها قادرا على ضبط الأهواء الجائرة, ومريدا لهذا الضبط, بقدر هذا الشمول وهذا التغلغل فى بنيان الإنسان, تكون قوة العواصم التى تعصم صاحبها من كل عيب قادح فى مسيرة ما قبل المنهج, ثم فى مسيرة المنهج الذى ينشعب من شطره الثانى, وهو شطر التطبيق . محمود محمد شاكر