فذهل علاء الدين ولاذ بالصمت، فمضيا معا على مهل والشيخ يقول: - ومن أقواله المأثورة فساد العلماء من الغفلة، وفساد الأمراء من الظلم، وفساد الفقراء من النفاق. فتمتم علاء الدين منتشيا: - ما أعذب حديثه! فقال بصوت ارتفع درجة في هدأة الليل: - فلا تكن من قرناء الشياطين. فتساءل مدفوعا بشوق ساخن: - من هم قرناء الشياطين؟ فأجابه الشيخ: أمير بلا علم، وعالم بلا عفة، وفقير بلا توكل، وفساد العالم في فسادهم. نجيب محفوظ