فاروق جويدة
وكانت بيننا ليله نثرنا الحب فوق ربوعها العذراء فانتفضت وصار الكون بستانا وفوق تلالها الخضراء كم سكرت حنايانا فلم نعرف لنا اسما ولا وطنا .. وعنوانا وكانت بيننا ليله ****** سبحت العمر بين مياهها الزرقاء ثم رجعت ظمآنا وكنت اراك ياقدرى ملاكا ضل موطنه وعاش الحب انسانا وكنت الراهب المسجون فى عينيك عاش الحب معصية وذاق الشوق غفرانا وكنت أموت فى عينيك ثم أعود يبعثنى لهيب العطر بركانا وكانت بيننا ليله ****** وكان الموج فى صمت يبعثرنا على الافاق شطآنا ووجه الليل فوق الغيمة البيضاء يحملنا فنبنى من تلال الضوء أكوانا وكانت فرحة الايام فى عينيك تنثرنى على الطرقات ألحانا وفوق ضفافك الخضراء نام الدهر نشوانا وأقسم بعد طول الصد أن يطوى صحائفنا وينسانا وكان العمر أغنية ولحنا رائع النغمات أطربنا وأشجانا وكانت بيننا ليله ****** جلست أراقب اللحظات فى صمت تودعنا ويجرى دمعها المصلوب فوق العين الوانا وكانت رعشة القنديل فى حزن تراقبنا وتخفى الدمع أحيانا وكان الليل كالقناص يرصدنا ويسخر من حكايانا وروعنا قطار الفجر حين أطل خلف الأفق سكرانا ترنح فى مضاجعنا فأيقظنا .. وأرقنا .. ونادانا وقدمنا سنين العمر قربانا وفاض الدمع فى أعماقنا خوفا وأحزانا ولم تشفع أمام الدهر شكوانا ****** تعانقنا وصوت الريح فى فزع يزلزلنا ويلقى فى رماد الضوء ياعمرى بقايانا وسافرنا وظلت بيننا ذكرى نراها نجمة بيضاء تخبو حين نذكرها وتهرب حين تلقانا تطوف العمر فى خجل وتحكى كل ما كانا وكانت .. بيننا ليله . فاروق جويدة
اقتباسات أخرى للمؤلف