من ألف عام .. عشت أحلم أن أري امرأة تعربد في كياني .. كالزلازل وتطير في بستان عمري كالفراشة عندما تغفو علي صدر الجداول ابني لها عشا علي العينين أسكنها ضلوع القلب .. تكبر في عيوني كالسنابل وأعود عصفورا أغني الحب لحنا للحيارى أكسر القضبان حولي .. والسلاسل الآن يا عمري .. دعيني كي أنام علي جفونك ساعة إني أري خلف الجدار .. فحيح جلاد .. وقاتل * * * من ألف عام .. كنت نجما ربما ضل المسار فضاع في الدنيا .. وتاه وتشرد المسكين في الأفق البعيد فصار أغنية علي كل الشفاه قد كنت قديسا .. تخفي في ثياب الطهر أحيانا وضلله هواه قد عشت أرصد رحلة الأشواق في ركب النجوم .. ولم يزل قلبي يحن إلي سماه قد كنت بركانا تناثر في دماه أحييت شيئا في ضمير الناس أيقظهم ولم أعرف مداه قد كان لي حلم تألق في خيالي مات حزنا في صباه صغرت حزنا في صباه صغرت بنا الأشياء وانتحرت سنابل قمحنا وتوقف النبض المسافر .. في شرايين الحياة ضاقت حدود الكون في عيني فأصبح خدعة حتى ضياء الصبح ما عدنا نراه كل الذي حولي ضلال كاذب وخبا يقين القلب .. وانحرفت خطاه قد جئت .. والأيام حولي أقفرت والقلب يجمع ما تناثر من شبابي تحت أقدام الطغاة والآن جئتك كالغريق .. وكل ما أبغيه من عينيك .. طوق النجاة مازال في الأيام شيء من رحيق فاحمليه الآن بين يديك عمر الحب ما أحلاه ولتسكري من نشوة الشوق المسافر في جوانحنا فبعض العشق يا عمري صلاة عندي يقين أن حبك آخر المشوار .. أن لديك وحدك منتهاه في آخر المشوار .. يبدو وجهك المنقوش من زمن البراءة ضوء صبح في يدي لم يبق عندي الآن غير مواكب الذكري وقنديل تناثر في رماد الموقد داست خيول الليل أحلامي وراحت تنشر الموت البطيء علي بقايا مرقدي قد خانني الزمن اللقيط .. أضاع مني الأمس .. شردني وأنكر مولدي سرق الزمان البكر .. ضللني وأسقط معبدي وأفقت من سكر الضلال وجئت عندك أهتدي لا تحرميني من غدي * * * من ألف عام .. عشت أرسم صورة امرأة .
فاروق جويدة