لم يعد هذا ممكنًا في عصر الثورات الجذرية, عصر العلم, وقد تبوّأ العلم العرش فوجد الفنان نفسه ضمن الحاشية المنبوذة الجاهلة, وكم ود أن يقتحم الحقائق الكبرى, ولكن أعياه العجز والجهل, وحز في نفسه فقدان عرشه فانقلب 'غاضبًا' أو 'عدوًّا للرواية' أو 'لا معقولًا'. ولما استحوذ العلماء على الإعجاب بمعادلاتهم غير المفهومة نزع الفنانون المنهارون إلى سرقة الإعجاب باستحداث آثار شاذة مبهمة غريبة, وأنت إن لم تستطع أن تستلفت أنظار الناس بالتفكير العميق الطويل..فقد تستطيعه بأن تجري في ميدان الأوبرا عاريًا . نجيب محفوظ