ثُم أوسَعَت خُطاها مُعلِنةً رفضها لمرافقتي فتوقفت. أتبعتَها عينيّ كمن ينظُر في حُلم. وتضخم الحلمُ وامتدّ رواقُه. وتراجَع الواقِع حتى توارى وراء الأُفق. رنوتُ إلى مشيتِها المألوفة المحبوبة بغرابة، وبِحُزن، وحتى تلك اللحظة الجُنونية لم يغِب عنّي أن ذاك الكائِن المُخلخل المقهُور الّذي يختفي رُويداً في تيار السابلة. لم يغِب عنّي أنه حُبي الأوّل ورُبّما الأخير في هذه الدُنيا. وباختفائها هويتُ إلى الحضيض. ورغم شقائي المُؤكّد فقد داخَلَني ارتياحٌ غامِضٌ غريب.نجيب محفوظ