أكثر غوامض التاريخ يخلقها المؤرخون، لأنهم ينظرون إلى التاريخ كأنه حسبة أرقام لإحصاء السنين والأيام، أو كأنه أطلس مواقع ومعالم، أو كأنه سجل حوادث وأنباء، ولو أنهم واجهوه على قاعدة واحدة، وهي أنه وصف نفوس إنسانية وأن حوادثه وأنباءه ومعالمه ومواقعه وكل ما يحسب فيه من السنين والأيام إنما هو تبع لوصف النفوس الإنسانية، لما بقى فيه غموض، أو بقى فيه الغموض الذي يغمض علينا لسبب مجهول. عباس العقاد