و كان إعزاز من ذلّوا بعد عزة : سنة النبي صلّى الله عليه و سلّم في معاملة جميع الناس و لا سيما النساء اللاتي تنكسر قلوبهن في الذل بعد فقد الحماة و الأقرباء ، و لهذا خيّر صفيّة الإسرائيليّة سيدة بني قريظة بين أن يلحقها بأهلها و أن يعتقها و يتزوج بها ، فاختارت الزواج و آية الآيات في رعاية الشعور الإنساني أنّه صلى الله عليه و سلّم أنّب صفيّه بلالًا لأنّه مرّ بها و بابنة عمّها على قتلى اليهود . فقال له مغضبًا : أنُزِعَت الرحمة من قلبك حين تمر بالمرأتيْن على قتلاهما ؟ و احتقرتهما زينب فلقبتها يومًا باليهودية فهجرها شهرًا لا يكلمها ليأخذ بناصر هذه الغريبة و يدفع عنها الضيم. عباس العقاد