و حب الزينة أصل من أصول الرياء يشاركها فيه الرجل في ظاهر الأمر، و لكنه يخصها في جانب غير مشترك بينها و بين زينة الرجولة.. فإن الرجل يتزين ليعزز إرادته، و إنما تتزين المرأة لتعزز إرادة غيرها في طلبها. و زينة المرأة كافية إذا راقت بمنظرها الظاهر في عين الرجل ، و لكن زينة الرجل تجاوز ظاهره إلى الدلالة على قوته و مكانته و كفايته لمؤنة أهله، و ليست الزينة التي تُراد للإغراء بالقبول كالزينة التي تراد للإغراء بالطلب، فإن الفرق بينهما هو الفرق بين الإرادة و الانقياد، و بين من يريد و من ينتظر أن يراد. عباس العقاد