عباس محمود العقاد
فلقد اصبح اسم علي علما يلتف به كل مغصوب ، وصيحة ينادي بها كل طالب انصاف ، وجعل الغاضبون على كل مجتمع باغ ، وكل حكومة جائرة يلوذون بالدعوة العلوية كانها الدعوة المرادفة لكلمة الاصلاح ، او كانها المتنفس الذي يستروح اليه كل مكظوم . . فمن نازع في راي ، ففي اسم علي شفاء لنوازع نفسه ومن ثار على ضيم ففي اسم علي حافز لثورته ومرضاة لغضبه ، ومن واجه التاريخ الاسلامي بالعقل او بالذوق او بالخيال او بالعاطفة فهناك ملتقى بينه وبين علي في وجه من وجوهه ، وعلى حالة من حالاته . وتلك هي الميزة التي انفرد بها تاريخ علي بين تواريخ غيره ، فاصبحت بينه وبين قلوب الناس وشائج تخلقها الطبيعة الادمية ان قصر في خلقها التاريخ والمؤرخون. عباس العقاد
اقتباسات أخرى للمؤلف