وقر في يقين غاندي ان افة العالم كله, وافة الهند خاصة هي الحضارة الالية, لانها تحجب عن الانسان مطالبه العليا وتشغله بمطالب لا يحتاج اليها. فهذه الحضارة الالية لا تغني الانسان, بل تخلق له حاجات هو غني عنها وتسخره في سبيل هذه الحاجات المصنعة فيتهالك عليها ويتنازع فيها, ويضري على العدوان من جراء هذا التهالك وهذا النزاع. وليس لهذه الآفة دواء في عقيدة غاندي غير البساطة الطبيعية، وهي الاستغناء عن كل ما يمكن الاستغناء عنه، ووضع الآلة والصناعة في وضعهما الأصيل، وهو خدمة الإنسان فيضروراته، وسد نقص الطبيعة في خدمة هذه الضرورات. عباس العقاد