كان أمامهما 45 دقيقة ليصلا بالمترو إلى محطة حدائق حلوان .. طريق طويل تكدس فيه الناس على كراسي عربة المترو بوجوه سئمت روتين المشوار اليومي .. أطفال يعبثون كالشياطين هنا وهناك ، ويعطون مبررا قويا لإلقائهم من العربة وهي تمشي .. رجال عجائز ونساء بدينات مستهلكات الصحة .. شباب ورجال في منتصف العمر عائدون من العمل أو ربما هم ذاهبون .. فتاة جميلة تقف وحيدة ، وشابان لا يغمض لهما جفن عن الفتحة الصغيرة التي تظهر جزءا صغيرا من ساقيها ، وشاب ملتح لا يرفع عينه عن القرآن .. خليط غريب من البشر تجمعهم تلك العربة التي تتمايل فتتمايل معها الرؤوس والأجسام تمايل الدراويش في حلقة الذكر .. لا يقطع الصمت سوى مرور مترو آخر بجانب العربة ليهزها ويصرخ فيها بعنف . أحمد مراد