وأيُّ وَالدٍ لا يَشُقُّ عليه فراقُ ابنتِه حتَّى ولو كَانت ذَاهبةً إلى بَيتِ جَارِه أو إلى قَصرِ مَلكٍ؟ أيُّ رجُلٍ لا تَرتَعشُ أعمَاقُ نفسِه بِالغَصَّاتِ عِندَما يَفصِلُه نَاموسُ الطَبيعةِ عن الابنةِ التي لاعَبَها طِفلةً وهذَّبَها صَبِيَّةً ورَافَقَها امرَأة؟ إنَّ كآبةَ الوالدَيْن لزوَاجِ الابنةِ يُضارعُ فرحَهُما بِزوَاجِ الابن، لأنَّ هَذَا ُيكسِبُ العَائلةَ عُضوًا جَديدًا، أمَّا ذَاك فيَسلُبُها عُضوًا قَدِيمًا عَزيزًا .
Kahlil Gibran