وقد يكون الكاتب الذي تقرأ له جميل العبارة عميق النظرة مسايرا للعصر يلقي الضوء في كل مكان.. ولكنه لا يثيرك.. فقد يكون قد جاء في الزحام.. أو يكون قد جاء في الوقت غير المناسب.. فعندما كنت مشغولا بالأستاذ العقاد.. لم أكن أقرأ لسواه.. لدرجة أنني لم أعرف أن هناك أدباء آخرين غيره في مصر... ولما قرأت مقالا لطه حسين بعد سنوات من متابعتي للعقاد أدهشني أن هناك أدباء آخرين!. ولكن طه حسين جاء في غير أوانه... جاء بعد أن امتلأ عقلي بالعقاد... فلم أجد له مكانا.. ولم أقفل عقلي دونه... وإنما أجلسته علي بابي سنة.. وعشر سنوات!. وأحزنني أنني لم أعرف طه حسين والحكيم والمازني والرافعي وزكي مبارك إلا بعد ذلك بوقت طويل, تماما كما تتوافر كل الظروف المناسبة لنمو بذرة من البذور: الأرض والماء والهواء والشمس... وسلامة البذرة.. ولكنك ألقيتها في غير أوانها ويوم قرأت رواية الحب والدسيسة للشاعر الألماني شيلر لم أكن أعرف أن هناك قصصا وروايات مصرية أو عربية! ويوم عرفت الأديب الإيطالي ألبرتو مورافيا وقابلته وصادقته وقدمته إلى اللغة العربية لم أكن أعرف نجيب محفوظ ولا قرأت له! ص9 . أنيس منصور
اقتباسات أخرى للمؤلف