و الحياة مليئة بالتجارب و الصدمات التي تجعل العاشق الولهان يفيق إلى أنه اختار شيئًا غريبًا.. و أنه مخمور، أو كان مخمورًا.. و لا بد أن يصحو.. فإذا أفاق يجد الدنيا قد سحبت ألوانها و موسيقاها و يجد نفسه فجأة أمام شخص لا يعرفه.. أو لا يعرفه بدرجة كافية...فكيف رأى فتاته بهذا الجمال... و كيف رآها قادرة على صنع المعجزات. و أولى معجزاتها أنها جعلته يتزوجها، و لم يكن في نيته ذلك... و ثاني معجزاتها أنها جعلته يختار معها فراشًا واحدًا.. و أن يقتسمها كل ما في الدنيا من هموم و لذات... و ثالث معجزاتها أنه لم يكن يحتمل من أحد أن يقول له كلمة واحدة_فليس لأحد عليه هذا الحق_ أما الآن فيسمعها تقول في وجهه ما لم يكن يتوقع منها فهي تراه: لا شيء..لا وزن له...لا قيمة له... و أن أي إنسان أحسن منه... و أنها بزواجها منه خسرت كل شيء.. و أنه خدعها و أنه كذب عليها... و ضللها.. و أنها دون سائر الفتيات لا تجد السعادة و لا الراحة.. و لا الكلمة و لا اللمسة و لا الهمسة... و أنه خير لهما أن ينفصلا... و أنه إذا كان شجاعًا أو رجلًا فليطلقها.. و لكنه لن يستطيع لأنه ليس رجلًا و لا شجاعًا... و أنها تعرف عشرات الفتيات كن يضربنه على قفاه.. و أن من حقها أيضًا أن تضربه على قفاه و على وجهه..أليست مثل الفتيات الأخريات؟! أنيس منصور