وإذا كان أستاذنا أرسطو قد علمنا: إن الدهشة هي بداية المعرفة.. فأنا لا أزال في مرحلة الدهشة، فلا نهاية للمعرفة! وقديما سئل الشاعر الألماني جيته: ما هو الكتاب الذي أثر في حياتك؟ فهز رأسه بأنه لم يفهم.. فأعيد السؤال: ما هو الشخص الذي هز حياتك؟ فهز رأسه كأنه يرفض السؤال.. فقيل له: ما هي البلدة التي أثر أدباؤها ومفكروها في حياتك؟! ولم يهز رأسه.. كأنه لم يسمع شيئا.. فقيل له: إذن ما هو الشيء أو الأشياء في الأدب والموسيقى والتاريخ التي تركت أثرا في حياتك.. أي أثر.. وليس من الضروري أن يكون عميقا أو هامشيا؟ فاعتدل الشاعر وأسند ظهره إلى الحائط.. فمن عادته أن يكتب واقفا لأوجاع في مصرانه الغليظ.. وقال: أفضل أن أجيب عن هذا السؤال كتابة! وكتب جيته يقول: كما أن أحدا لا يعرف نوعية الطعام والشراب الذي يجعل أظافرك وعينيك لامعة فإن أحدا لا يعرف بالضبط ما الذي أثر فيك أدبيا وفلسفيا. أنيس منصور