في كل مرة أعود إلى الرياض، أشعر بأن حبلا من خيش يحيط بعنقي، يضيق علي الخناق كلما قضيت يوما فيها، و كأنهم يشترطون على زوارها في في المطار أن لا يخرجوا منه إليها إلا بهذا الحبل الذي لا يرفع عنهم إلا بخروجهم منها. لا أعرف حقيقة لماذا بت أكره هذه المدينة إلى هذه الدرجة! أدرك تماما بأنني قد رحلت عنها مستاء منها و زاهدا فيها، لكن مشاعري تجاهها تزداد حدة في كل يوم أقضيه بعيدا عنها. هذه المدينة أم تعيسة، تبث التعاسة في قلوب أبنائها رغما عنها و من دون أن تقصد ذلك، هي امرأة عليلة بالكآبة أعدت أهلها و نقلت لهم فايروسها الكئيب ليقضوا حيواتهم فيها بأرواح متهالكة و أحلام تقليدية، بسيطة و متواضعة. أثير عبد الله النشمي