شريكك في الجريمة هذا المجتمع الإنساني الفاسد الذي أغراك بها ، مهد لك السبيل إليها ، فقد كان يسميك شجاعاً إذا قتلت ، وذكياً فطناً إذا سرقت ، وعالماً إذا احتلت ، وعاقلا إذا خدعت ، و كان يهابك هيبته للفاتحين ، ويجلك إجلاله للفاضلين ، و كثيراً ما كنت تحب أن ترى وجهك في مرآته وجهاً أبيض ناصعاً ، فتتمنى أن لو دام لك هذا الجمال ؛ ولو أنه كان يؤثر نصحك ويصدقك الحديث عن نفسك لمثل لك جريمتك بصورتها الشوهاء ، وهنالك ربما وددت يجدع الأنف لو طواك بطن الأرض عنها وحالت المنية بينك وبينها .مصطفي المنفلوطي