إن لهذا العقل جمحاتٍ ترده أحياناً إلى طبيعته الأولى من الطفولة التي غَشِيتها الأيام والليالي والأفكار والحواس فيرجع الرجل طفلاً صغيراً لا يدري كيف يميز؛ ولقد يكون وما يشبه رأيه رأي ولا يتعلَّق بصوابه صواب وان عقله لكالنجم من أي أقطاره اْقَتحمْته عيناك رأيته نارا شعاعاً. غير أنه متى بلغ تلك السورَة فجمح عقله أسرعت منه الَفيأَةُ إلى حالته الاولى فانتبهت الطفولة فيه فعاد كالطفل. ان الطفولة تَكبر فينا ولا ندري ؛ ودع الناس يسمون حماقة الانسان بما شاؤوا فهي هي انتباه لطفولة فيه ومحاجزتُها في ساعة من الساعات التي يجمح فيها العقل بين ذات نفسه وبين صفات نفسه.مصطفي صادق الرافعي