وكانت الحقيقة التي جعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- مثلَهم الأعلى، وأقرَّها في أنفسهم بجميع أخلاقه وأعماله - أن الفضائل كلَّها واجبةٌ على كل مسلم لنفسه؛ إذ إنها واجبةٌ بكل مسلم على غيره، فلا تكون في الأمة إلا إرادةٌ واحدة متعاونة، تجعل المسلم وما هو روح أمته تعمل به أعمالها هي لا أعمالَه وحدها. المسلم إنسانٌ ممتدٌ بمنافعه في معناه الاجتماعي حولَ أمته كلِّها، لا إنسانٌ ضيِّقٌ مجتمعٌ حولَ نفسِه بهذه المنافع، وهو من غيره في صدق المعاملة الاجتماعية كالتاجر من التاجر، تقول الأمانة لكليهما: لا قيمةَ لميزانك إلا أن يُصدِّقه ميزان أخيك.مصطفي صادق الرافعي