فى الصباح حاولت استدعاء ممرّضة لتساعدنى على قضاء حاجتى.انزلق الجرس وسقط على الأرض. انتبهت إلى عجزى التام عن استعادته أو رفع صوتى لتسمعه أىٌ من الممرضات. حين أتت الممرضة بعد نصف ساعة أو ساعة, كنت بللت فراشى؛ كان هذا هو أقسى ما مرّ بى منذ دخلت المستشفى ظهر اليوم السابق. غيّرت لى الممرضة الملاءة وقبل أن تستبدل بثوب المستشفى المُبَلّل ثوباً آخر, أشرت عليها بقميص نوم أبيض حملته معى. ولما لامس الثوب جسمى شملتنى سكينة غريبة. كان القميص لأمى, قطنيًّا أبيض طويلًا وبسيطًا وجميلًا. هل أتى لى القميص بأمى فانكسرَتْ تلك الغربة الغالبة التى أتفنّن فى تجاهل قسوتها؟ربما.
رضوي عاشور