وما الإيمان إلا صورة معنوية كاملة لها أجزاء ولأجزائها ألوان ولألوانها مقادير، فقل الآن في رجل أشل اليد أو سقيم النظر فاسد الذوق تريده أن يرسم صورة امرأة جميلة ويكون من بعض آفاته أنه رجلُ منطق وتعليل وإبداع واختراع يزعمه. إن الحاجب أسود، والأسود يضادُّه الأبيض، والضد يظهر حسنَه الضد، فالعين يجب أن تكون بيضاء، والخد أحمر، والأحمر لون النار وللنار دخان يزينها من حواشيها، فعارضا المرأة يجب أن يكون لونهما في الصورة أسود ويمرّ في هذا المنطق ثم يخرج لك الصور الجميلة فإذا هي صورة امرأة عمياء ملتحية، لم يخرجها من الطبيعة والفن، بل من المنطق والحدس.مصطفي صادق الرافعي