وأراد قاسم أن يعلمنا الحب لنربط به الزوج معنا، فلم يزد على أن جرَّأنا على الحب الذي فر به الزوج منا، وقد نسي أن المرأة التي تخالط الرجل ليعجبها وتعجبه فيصيرا زوجين, إنما تخالط في هذا الرجل غرائزه قبل إنسانيته، فتكون طبيعته وطبيعتها هي محل المخالطة قبل شخصيهما، أو تحت ستار شخصيهما؛ وهو رجل وهي امرأة، وبينهما مصارعة الدم ... وكثيرًا ما تكون المسكينة هي المذبوحة. وقد انتهينا إلى دهر يُصنع حُبه ومجالس أحبابه في هوليود وغيرها من مدن السينما، فإن رأى الشباب على الفتاة مظهر العفة والوقار قال: بلادة في الدم، وبلاهة في العقل، وثقل أي ثقل؛ وإن رأى غير ذلك قال: فجور وطيش، واستهتار أي استهتار, فأين تستقر المرأة ولا مكان لها بين الضدين؟مصطفي صادق الرافعي