إذا كنت شاعراً فأضللت نفسك فنشدتها طويلاً ، وقلبت عليها آفاق النفوس وأفلاك القلوب ، فإنك لن تصيبها إلا في نفس امرأةٍ جميلة يجعلها مهندس الكون مركزاً للدائرة التي تنفسح بأقطار نفسك ذاهبة بكل قطر الى جهة من اماني الحياة. وإذا كنت حكيماً فسألت نفسك سؤال الفلاسفة : من أنا ؟ ووجدت في نفسك ذلك السر الخفي يقول عنك : من هو ؟ فإنه لن يظهر لك معنى (( أنا وهو )) إلا إذا وضع الحب بينهما (( هي )) ... وإذا كنت رجلاً من عامة الأرض اندمج في جلدة من الثرى فإن نفسك لن تحس جوهرها الإلهي إلا في نفس حبيبة ، وإذا كانت من عامة السماء ..... فالحب يجعل الناس ، أعلاهم وأسفلهم ، صاعدين أبداً من أسفل إلى أعلى . من رسائل الأحزان . مصطفي صادق الرافعي