كانت مريمة تغالب زمانها، فتبدو الأيام على مافيها من منغٌصات محتملة، بل وأحيانا مبهجة، لأن القلب يقوى وهو عامر بحب الصغار وحسن الذي تتجنب التفكير في سلوكه، وتميل إلى ماتختلقه له من تبريرات وأعذار. تقول بأنه يتقنّع بالصرامة تقنٓعا، وإن حرصه الزائد الذي يرى فيه بعضهم تخاذلا ونقص شجاعة ليس سوى جهد مكلف للحفاظ على الأسرة وتجنيب أفرادها المشكلات. أحيانا تشعر به بعيدًا وشرودًا، وحين يقترب تراه يضيق بالصغار وبها كأنهم صارو عبئا ينوء به، فتقول أنه لايريدها ولايريد صغارها، وتراودها الظنون إن كانت امرأة أخرى قد شغلت قلبه من بعيد أو قريب فعاد يضج بحياته معها. تكاد الشكوك تتملكها ثم تنفضها بعيدًا وهي تكذبها مستعينة بذاكرة لحظات تختلف ترى فيها بجلاء قرب حسن وحنانه الحييٓ يشفُّ عن عذوبة روحه. تلوم نفسها قائلة هل أزيده ظلمًا على ظلم الزمان؟. رضوي عاشور