آه لو صرت مديرا! أتدرين ماذا أصنع؟ - ماذا تصنع يا أحمد؟ - أعمد إلى الأغنياء فأردهم بالقوة إلى الإنسانية, وأحملهم عليها حملا, أصلح فيهم صفاتها التي أفسدها الترف واللين والنعمة, ثم أصلح ما أخل به الفقر من صفات الانسانية بالفقراء, وأحملهم على ذلك حملا, فيستوي هؤلاء وهؤلاء, ويتقاربون على أصل في الدم إن لم يلده آباؤهم ولده القانون. ألا إن سقوط أمتنا هذه لم يأت إلا من تعادي الصفات الأنسانية في أفرادها, فتقطع ما بينهم, فهم أعداء في وطنهم, وإن كان اسمهم أهل وطنهم. ومتى أحكمت الصفات الإنسانية في الأمة كلها ودانى بعضا -صار قانون كل فرد كلمتين, لا كلمة واحدة كما هو الآن, القانون الآن (حقي) ونحن نريد أن يكون (حقي وواجبي) وما أهلك الفقراء بالأغنياء, ولا الأغنياء بالفقراء ولا المحكومين بالحكام- إلا قانون الكلمة الواحدة.مصطفي صادق الرافعي