أخطأ قاسم في إغفال عامل الزمن من حسابه، وهاجم الدين بالعُرْف؛ وكان من أفحش غلطه ظنه العرف مقصورًا على زمنه، وكأنه لم يدر أن الفرق بين الدين وبين العرف، هو أن هذا الأخير دائم الاضطراب، فهو دائم التغير، فهو لا يصلح أبدًا قاعدة للفضيلة؛ وها نحن أولاء قد انتهينا إلى زمن العُرْي، وأصبحنا نجد لفيفًا من الأوروبيين المتعلمين، رجالهم ونسائهم، إذا رأوا في جزيرتهم أو محلتهم أو ناديهم رجلًا يلبس في حِقْوَيه تُبَّاتًا قصيرًا كأنه ورق الشجر على موضعه ذاك من آدم وحواء, إذا رأوا هذا المتعفف بخرقة؛ أنكروا عليه وتساءلوا بينهم: من؛ من هذا الراهب؟مصطفي صادق الرافعي