مصطفى صادق الرافعي
والإيمانُ وحده هو أكبر علوم الحياة، يُبصِّرُكَ إن عميتَ في الحادثة، ويهديكَ إن ضللتَ عن السّكينة، ويجعلُك صديقَ نفسك تكونُ وإيّاها على المصيبة، لا عدوَّها تكونُ المصيبةُ وإيّاها عليك، وإذا أخرجت اللّيالي من الأحزانِ والهمومِ عسكرَ ظلامها لقتالٍ نفسٍ أو مُحاصرتها، فما يدفع المالُ ولا تردّ القوّةُ ولا يمنع السّلطان، ولا يكون شيء حينئذٍ أضعفَ من قوّة القويّ، ولا أضيعَ من حيلة المُحتال، ولا أفقرَ من غنى الغنيّ، ولا أجهلَ من جهل العالم، ويبقى الجهدُ والحيلةُ والقوّةُ والعلمُ والغنى والسّلطان = للإيمان وحده؛ فهو يكسر الحادثَ ويقلّل من شأنه، ويؤيّدُ النّفسَ ويضاعفُ من قوّتها، ويردّ قدرَ اللهِ إلى حكمةِ الله، فلا يلبث ما جاء أن يرجعَ، وتعودُ النّفسُ من الرّضى بالقدر والإيمان به، كأنّما تشهدُ ما يقع أمامَها لا ما يقع فيها.مصطفي صادق الرافعي
اقتباسات أخرى للمؤلف