بيد أن من شقوة الطبع الإنساني أنه سخط القبح فأحاله فسادًا و عبد الجمال فأحاله فسادًا من نوع آخر، إذ كان في نفرته و حبه لا يعتبر المنافع و الحقائق و لكن الأهواء و الشهوات؛ و المنفعة و الحقيقة كلتاهما لا تكون إلّا في قيودها، أمّا الأهواء و الشهوات فهي دائمًا لا تقع إلا متخطية حدود العقل إما إلى النقص و إما إلى الزيادة و لا تُغري بشيء إلّا أوقعت به السوء إذ لا يستوي في القصد ما خرج عن الحقيقة و ما هو مقيد بالحقيقة.مصطفي صادق الرافعي