أما تلك الكآبةالّتي اتبعت أيام حداثتي فلم تكن ناتجة عن حاجتي إلى الملاهي لأنّها كانت متوّفرة لديّ ولاعن افتقاري إلى الرفاق لأنني كنت أجدهم أينما ذهبت بل هي من أعراض علّة طبيعيةفي النفس كانت تحبب إليّ الوحدة والانفراد وتميت في روحي الميول إلى الملاهي والألعاب وتخلع عن كتفي أجنحةالصبا وتجعلني أمام الوجود كحوض مياه بين الجبال يعكس بهدوئه المحزن رسوم الأشباح وألوان الغيوم وخطوط الأغصان ولكنّه لا يجد ممرًا يسيرفيه جدولً امترنمًاإلى البحر .
Kahlil Gibran